• الحساب الشخصي

استقرار سلبي للعقود الآجلة لأسعار النفط

تحليلات الأسواق المالية والسلع

  العقود الآجلة  للنفط الخام في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد توالي ارتداد خام نيمكس للجلسة الثالثة من الأعلى له منذ 13 من تموز/يوليو الماضي وارتداد خام برنت للجلسة الثالثة من الأعلى له منذ 24 من أيار/مايو الماضي وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي موضحاً ارتداد للجلسة الثالثة من الأعلى له منذ 21 من آب/أغسطس الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما.

هذا ويأتي ذلك على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الخميس من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً والتي تتضمن الكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية والذي قد يعكس تقلص العجز في المخزونات خلال الأسبوع المنقضي في 31 من آب/أغسطس إلى نحو 2.2 مليون برميل مقابل عجز بنحو 2.6 مليون برميل في الأسبوع السابق.

في تمام الساعة 06:32 صباحاً بتوقيت جرينتش تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي "نيمكس" تسليم 15 تشرين الأول/أكتوبر المقبل 0.16% لتتداول حالياً عند مستويات 68.61$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 68.72$ للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 تشرين الثاني/نوفمبر القادم 0.04% لتتداول عند 77.24$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 77.27$ للبرميل، بينما تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.12% إلى مستويات 95.07 مقارنة بالافتتاحية عند 95.18.

 يترقب الأسواق اليوم  عن الاقتصاد الأمريكي    صدور قراءة مؤشر التغير في وظائف القطاع الخاص والتي قد تعكس تباطؤ وتيرة خلق الوظائف إلى نحو 195 ألف وظيفة مضافة مقابل 219 ألف وظيفة مضافة في تموز/يوليو الماضي، ويأتي ذلك وسط تطلع الأسواق لما سوف تسفر عنه بيانات سوق العمل الأمريكي للشهر الماضي يوم غداً الجمعة

و ذلك قبل الكشف عن القراءة النهائية لمؤشر الإنتاجية وتكلفة واحدة العمل والتي قد تظهر استقرار نمو الإنتاجية عند 2.9% دون تغير يذكر عن القراءة الأولية السابقة للربع الثاني ومقابل نمو 0.4% في الربع الأول الماضي واستقرار تراجع التكلفة عند 0.9% مقابل ارتفاع 0.9%، وذلك بالتزامن مع صدور قراءة مؤشر طلبات الإعانة والتي قد تعكس ارتفاعاً بواقع 1 ألف طلب إلى 214 ألف طلب خلال الأسبوع المنقضي في مطلع الشهر.

وايضا صدور القراءة النهائية لمؤشر معهد التزويد الخدمي من قبل ماركيت عن الولايات المتحدة والتي قد تعكس استقرار الاتساع عند 55.2 مقابل 56.0 في تموز/يوليو، وذلك قبل الكشف عن قراءة مؤشر معهد التزويد الخدمي والتي قد تظهر اتساعاً إلى 56.8 مقابل 55.7 في تموز/يوليو، ونود الإشارة لكون مؤشر التزويد الخدمي تكمن أهميته في كون القطاع الخدمي في الولايات المتحدة يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي.

 و قراءة مؤشر طلبات المصانع والتي قد تظهر تراجعاً 0.5% مقابل ارتفاع 0.7% في حزيران/يونيو، وحديث عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح ورئيس بنك نيويورك الاحتياطي الفيدرالي جون ويليامز حيال الاقتصاد الأمريكي وبرنامج التوعية التابع لبنك نيويورك الفيدرالي في جامعة بوفالو، وسط التطلع لأي تلميحات حيال مستقبل تشديد السياسة النقدية من قبل صانعي السياسة النقدية لدى الاحتياطي الفيدرالي.

و، نود الإشارة لكون ارتفاع العقود الآجلة لأسعار النفط في مطلع هذا الأسبوع والتي عكست أعلى مستوى لخام نيمكس في نحو شهرين والأعلى لخام برنت في قرابة أربعة أشهر، جاء مدعوماً بالمخاوف من تعطل الإنتاج النفطي في خليج المكسيك بالولايات المتحدة مع اقتراب العاصفة المدارية جوردون، إلا أنه سرعان ما تلاشت تلك المكاسب وارتدت الأسعار مع ضعف العاصفة وابتعادها عن المناطق المنتجة للنفط عقب ذلك

و الجذير بالذكر  أن القلق من ضعف الطلب العالمي على النفط في ظلال تصعيد الحمائية التجارية بين واشنطن وبكين أكبر اقتصاديين في العالم وأكبر مستهلكين للنفط عالمياً، لا يزال يثقل بدوره على أداء أسعار النفط على أعتاب انقضاء التعليقات العامة على مقترح فرض الولايات المتحدة لتعريفات جمركية 25% على سلع صينية بقيمة 200$ مليار في وقت لاحق اليوم وسط التوقعات بتفعيل واشنطن لتلك التعريفات الجديدة لاحقاً.

 و من جهة اخرى ، فقد تابعنا بالأمس تأكيد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك محمد  باركيندو على أن أولوية المنظمة في الوقت الراهن هي إعادة التوازن للأسواق بشكل مستدام وضمان عودة الاستثمارات النفطية، موضحاً أن أوبك تدرس سبل التوسع في تعزيز التعاون بين الدول المنتجة من داخل المنظمة وخارجها، ومضيفاً أن تلك الخطوة سوف تساهم في تحديد اتجاهات الطلب المستقبلية.

كما أفاد باركيندو أن الصراع التجاري سوف يضر بالطلب على الطاقة في نهاية المطاف، مع أعربه عن أماله بتلاشي "سحابة الضبابية" في القريب العاجل، ونوه باركيندو للصحفيين في كيب تاون بجنوب أفريقيا "النزاعات التجارية المتصاعدة بين بعض أهم الشركاء التجاريين في العالم سوف تؤثر بالسلب على النمو العالمي وبالتالي على الطلب على الطاقة".

ويأتي ذلك عقب ساعات من التقرير التي تطرقت في مطلع الأسبوع الجاري لكون إنتاج الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك والبالغ عددهم 15 عضواً متضمنين حالياً جمهورية الكونغو، قد ارتفع بواقع 420 ألف برميل يومياً خلال آب/أغسطس عن ما كانت عليه في تموز/يوليو الماضي إلي نحو 32.74 مليون برميل يومياً، وذلك وفقاً لبيانات جمعتها وكالة بلومبيرج الإخبارية من قبل المحللين وشركات النفط وبيانات تتبع السفن.

وأفادت تلك التقرير أن ليبيا كانت أكبر مساهم في ارتفاع الإنتاج دخل منظمة أوبك، حيث قامت بضخ 970 ألف برميل يومياً الشهر الماضي مقارنة بضخها لنحو 660 ألف برميل يومياً في تموز/يوليو، وتلها كل من العراق والإمارات العربية المتحدة بزيادة 80 ألف برميل يومياً، وقامت المملكة العربية السعودية أكبر منتج لدى أوبك وأكبر مصدر للنفط عالمياً بزيادة إنتاجها بواقع 20 ألف برميل يومياً إلى 10.37 مليون برميل يومياً.

 حيث ، تراجع إنتاج إيران ثالث أكبر منتج لدى منظمة أوبك بواقع 240 ألف برميل يومياً إلى 3.5 مليون برميل، على أعتاب دخول العقوبات الاقتصادية الأمريكية الموسعة على طهران حيز التنفيذ بحلول تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، ويذكر أن أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها اتفقوا في حزيران/يونيو الماضي على زيادة الإنتاج المجمع بواقع 1 مليون برميل يومياً لتلبية الطلب الاستهلاكي ومنع الارتفاع الحاد في الأسعار.

 

. المراجعة أعلاه ليست دليلا مباشرا للعمل، ولكنها تحمل طابع معلوماتي حصري