• الحساب الشخصي

الذهب يتراجع بالتزامن مع ارتفاع عوائد السندات الأمريكية

تحليلات الأسواق المالية والسلع

هبوط  أسعار الذهب بالسوق الأوروبية يوم الجمعة لتعمق خسائرها لليوم الرابع على التوالي ، مسجلة أدنى مستوى فى ثمانية أشهر ،بصدد تكبد ثاني خسارة أسبوعية على التوالي ، بفعل ارتفاع عوائد سندات الخزانة فى الولايات المتحدة ، الأمر الذي يقلل من جاذبية المعدن الثمين ،ويرفع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول الغير مدرة للعائد.

حيث  أسعار الذهب تراجعت  بنسبة 0.9% إلى 1,755. $ الأدنى منذ 26 حزيران/يونيو الماضي ، من مستوى افتتاح تعاملات اليوم عند 1,771.32$ ، وسجلت أعلى مستوي عند 1,775.81$.

و حسب تعاملات  الأسبوع الحالي  ،فأسعار الذهب منخفضة بأكثر من 1.5% ، بصدد تكبد ثاني خسارة أسبوعية على التوالي ، بفعل ضعف مستويات الطلب على المعدن الثمين.

من جهة اخرى ارتفع مؤشر الدولار يوم الجمعة بنسبة 0.4% ، ضمن الارتداد من أدنى مستوى فى سبعة أسابيع المسجل فى وقت سابق بالأمس عند 89.68 نقطة ، عاكسا الانتعاش القوي فى مستويات العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية.

الجدير بالذكر ان هذا الانتعاش في مستويات الدولار ،بفعل عزوف المستثمرين عن المخاطرة ،ونشاط عمليات شراء العملة الأمريكية كأفضل استثمار بديل ،بعد الخسائر الفادحة للأسهم الأمريكية فى وول ستريت ، فى ظل الارتفاع الواسع فى عائد سندات الخزانة الأمريكية.

و كذلك بسبب ارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات يوم الخميس بأكثر من 10% ، مواصلا صعوده القوي لليوم الثاني على التوالي ، مسجلا أعلى مستوى فى عام عند 1.563%.

حيث ان العائد خلال الشهر الجاري ارتفعت بأكثر من 45% ،بفعل ارتفاع توقعات التضخم فى الولايات المتحدة لأعلى مستوى فى ست سنوات ، خاصة بعد صعود أسعار النفط لأعلى مستوى فى 13 شهرا ، بجانب ضخ المزيد من الإنفاق المالي والنقدي فى البلاد ، مع دخول الاقتصاد العالمي مرحلة أكثر صلابة فى طريق التعافي من أزمة فيروس كورونا بعد توسيع حملات التطعيم ضد الفيروس فى معظم أنحاء العالم.

واستمر العائد فى الصعود ، بالرغم من محاولات رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي "جيروم باول" خلال شهادته النصف سنوية أمام الكونغرس الأمريكي ،بث الطمأنينة فى أسواق المال العالمية حيال مستويات التضخم الأمريكية.

من جهة اخرى أكد جيروم بأول على أن البنك المركزي لن يعدل سياسته الحالية"فائقة السهولة" حتى يتحسن الاقتصاد بشكل واضح ،وقلل من خطر التضخم قائلا إنه يمكن أن يستغرق ثلاث سنوات للوصول إلى المستهدف ،لكن إذا استمرت الأسعار فى الارتفاع بطريقة مستمرة ومقلقة فإن البنك المركزي لديه أدوات لمكافحة ذلك.

مع الملاحظة ان  الارتفاع الواسع فى عائدات السندات المعدلة حسب التضخم ،يعزز من احتمالات قيام البنوك المركزية بتقليص سياساتها النقدية التحفيزية ،بالرغم من الاقتصادي العالمي لم يتعافي بشكل كامل من الأضرار الناجمة عن جائحة فيروس كورونا.

و حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust اكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بالذهب انخفضت بالأمس بنحو 6.12 طن متري، فى خامس انخفاض يومي على التوالي ، لينزل الإجمالي إلى 1,100.24 طن متري ، والذي يعد أدنى مستوي منذ 13 أيار/مايو 2020.

المراجعة أعلاه ليست دليلا مباشرا للعمل، ولكنها تحمل طابع معلوماتي حصري