• الحساب الشخصي

استقرار نسبي لأسعار النفط مع ارتفاع مؤشر الدولار إبرام الصفقة التجارية

تحليلات الأسواق المالية والسلع

 

يشهد  العقود الآجلة لأسعار النفط تذبذبا في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال  يوم الخميس لنشهد ارتداد خام برنت للجلسة الثانية من الأدنى له منذ 11 من كانون الأول/ديسمبر وارتداد خام نيمكس للجلسة الثانية من الأدنى له منذ الرابع من الشهر ذاته متغاضية عن الاستقرار الإيجابي لمؤشر الدولار الأمريكي موضحاً ارتداده للجلسة الثامنة في ثلاثة عشرة جلسة من الأدنى له منذ مطلع تموز/يوليو وفقاً للعلاقة العكسية بينهما.

و ياتي ذلك بعد  التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الخميس من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط عالمياً وفي أعقاب توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني ورئيس فريق التفاوض الصيني ليو هي على المرحلة الأولى من الصفقة التجارية بين أكبر اقتصاديان في العالم وأكبر دولتان صناعتان عالميتان قي البيت الأبيض.

وفي تمام الساعة 10:34 بتوقيت جرينتش تراجع  العقود الآجلة لأسعار النفط "نيمكس" تسليم شباط/فبراير المقبل بنسبة بحوالي  0.7% لتتداول عند مستويات 58.03$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 58.10$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند مستويات 57.81$ للبرميل.

التحليل الفني لم يظهر سعر النفط أي حركة قوية منذ الصباح، ليستمر بالتذبذب قرب حاجز 58.00، وطالما أن السعر دون 59.50، فإن الانخفاض سيبقى مرجحاً لهذا اليوم، والذي يستهدف كسر مستوى 57.40 لتأكيد امتداد الموجة الهابطة نحو 54.60، مع الأخذ بعين الاعتبار أن اختراق 59.50 سيدفع السعر لاختبار المقاومة الأهم عند 60.90 قبل أي محاولة جديدة للانخفاض.

و نطاق التداول المتوقع لهذا اليوم ما بين الدعم 56.50 والمقاومة 59.30

ويترقب المستثمرين حالياً من قبل الاقتصاد الأمريكي الكشف عن قراءة مبيعات التجزئة التي تمثل نحو نصف الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة والتي قد تعكس تسارع النمو إلى 0.3% مقابل 0.2% في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كما قد تظهر القراءة الجوهرية للمؤشر ذاته تسارع النمو إلى 0.5% مقابل 0.1% في تشرين الثاني/نوفمبر.

كذلك سيتم  الكشف عن قراءة مؤشر فيلادلفيا الصناعي من قبل أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة صناعية عالمياً والتي قد تعكس اتساعاً إلى ما قيمته 3.7 مقابل 0.3 في كانون الأول/ديسمبر الماضي، ومع صدور قراءة مؤشر أسعار الواردات والتي قد توضح تسارع النمو إلى 0.3% مقابل 0.3% في تشرين الثاني/نوفمبر، بينما قد توضح القراءة السنوية للمؤشر ذاته ارتفاعاً 0.5% مقابل تراجع 1.3% في القراءة السنوية السابقة لشهر تشرين الثاني/نوفمبر.

هذا و تابعنا يوم امس الأربعاء عن التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط والذي أظهر عجز بواقع 2.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في العاشر من هذا الشهر مقابل فائض 1.2 مليون برميل، بخلاف التوقعات التي أشارت إلى تقلص الفائض إلى 0.4 مليون برميل، لنشهد انخفاض المخزونات إلى 428.5 مليون برميل، بينما لا تزال المخونات عند متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.

و ضمن نفس المجال ، فقد أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً، 6.7 مليون برميل، لتعد المخزونات 5% أعلى من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، كما ارتفعت مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة 8.2 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات 3% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.

و في سياق اخر ، فقد أشاد كل من الرئيس الأمريكي ترامب ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي بالتعاون بين البلدين والمرونة في المفاوضات التي ساهمت في إنهاء فضل من النزاع التجاري بينهم والذي استمر لنحو عام ونصف، وأعرب الرئيس الأمريكي عن كون بكين تساعد واشنطون في حل عدد من القضايا، ويذكر، أن الطرفين سيستكملان مفاوضات حيال المرحلة الثانية من الاتفاق التجاري والدي قد يتم التوصل إليه عقب الانتخابات الرئيسية الأمريكية المقبلة.

هذا و الجدير بالذكر ، فقد صرح الاثنين وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال حديثه في جلسة نقاش في المؤتمر الدولي لتكنولوجيا البترول، بأن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ستتخذ قرارها حيال اتفاق أوبك لخفض الإنتاج النفطي في اجتماع آذار/مارس، وأنه من السابق لآونة الحديث عن القرار في الوقت الراهن، مع تطرقه لكون المملكة ستواصل بذل جهودها لضمان استقرار أسواق النفط وبالأخص عقب التوترات الأخيرة الشرق الأوسط.

كما نوه  الاثنين الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو لكون العراق ونيجيريا يقومان بأداء أفضل من أجل الامتثال باتفاق خفض الإنتاج لأوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارج المنظمة وعلى رأسهم روسيا والذي تم التوسع فيه مطلع الشهر الماضي بواقع 500 ألف برميل يومياً من 1.2 مليون برميل يومياً إلى 1.7 مليون برميل يومياً وذلك حتى نهاية آذار/مارس، مع أعربه أن السوق قد يشهد حالة من عدم التوازن خلال النصف الأول من هذا العام.

كما يذكر  أن المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتج بيرول أعرب الأسبوع الماضي عن توقعاته باستقرار أسعار النفط الخام برنت خلال 2020 عند مستويات 65$ للبرميل، مرجعاً ذلك لارتفاع فائض المعروض النفطي بالأسواق العالمية مع نمو معدلات الإنتاج النفطي من قبل بعض الدول من خارج منظمة أوبك، من بينهم النرويج وكندا، بالتزامن مع ضعف الطلب العالمي على النفط من جراء تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي./

. المراجعة أعلاه ليست دليلا مباشرا للعمل، ولكنها تحمل طابع معلوماتي حصري